- الفتاوى / ٠02العبادات
- /
- ٠1الطهارة
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ هل يجب أن تكون اللحية موفورة وطويلة، وهل هنالك أحاديث تنص على ذلك وحديث ابن عمر بأنه كان يأخذ قبضة من لحيته ويقص ما تحتها ؟.
فأرجو منكم تزويدي بالأدلة القاطع لهذا الأمر.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
أوصي نفسي وكل مسلم أن نكون متوازنين في كل أمر , وبخاصة في فهمنا وطرحنا للإسلام والدعوة إليه ,فذلك أدعى لتحقيق الغايات.ومن التوازن أن لا نركز على موضوع ما أكثر مما يحتمل ,على حساب إهمال آخر , وأن لا نوغل في موضوع و نغوص فيه , فتكثر فيه الأقوال ويشتد عنده الخلاف ,والمسلمون اليوم بحاجة إلى تضييق الخلاف لا توسيعه.والوقوف مع النصوص الصحيحة ,مع استبعاد ارتباط ذهني مسبق , أو اتباع هوى ,حسب قاعدة (استدل ثم اعتقد ) يوصلنا بعون الله إلى الصواب ويجنبنا الاختلاف.وبالنسبة لموضوع اللحية ,فإليك حكمه على شكل نقاط للتبسيط:
1 ـ حكم إطلاق اللحية الوجوب ,وحلقها حرام , هذا ما قال به المذاهب الثلاثة (الأحناف والحنابلة والمالكية ) وقال الشافعية هي سنة وحلقها مكروه.
2 ـ لا يصح في النهي عن الأخذ من اللحية (تقصيرها )حديث مرفوع ألبتة.
3 ـ ثبت بنصوص صحيحة أن بعض الصحابة كانوا يأخذون من لحاهم , وعلى رأسهم , أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما , مع ملاحظة أن ابن عمر اشتهر بين الصحابة بشدة الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 ـ لنستعرض النصوص الواردة في اللحية , فنراها من حيث الألفاظ تتمثل بالآتي:
ـ جزوا الشوارب و أرخوا اللحى خالفوا المجوس.
ـ خالفوا المشركين أحفوا الشوارب و أوفوا اللحى.
ـ وفروا اللحى و خذوا من الشوارب.
فالألفاظ (أوفوا – أرخوا – وفروا ) لابد من حملها , مع غياب النهي عن الأخذ من اللحية , واستحضار فعل بعض الصحابة في القص منها , على معنى ترك الحلق. وبهذا الفهم الذي لابد منه يغيب أي دليل يحدد طول اللحية المقبول شرعا. فالمأمور به ترك الحلق , وأما الطول والقصر والكثاثة فأمر متروك للذوق والاعتبارات الشخصية الأخرى وليس مما تعبدنا به الله. مرة أخرى فالإيغال في الموضوع وتعقيده لا جدوى فيه , وبإطلاق اللحية (ترك حلقها ) تبرؤ الذمة , والله أعلم.